الإعــلام المعاصــر؛ بــين تــداول المعــرفة ونقــل خــبرات الفــن التشکيلى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ النقد والتذوّق الفنّى المساعد، کلية التربية الفنية – جامعة حلوان

المستخلص

     إن أهم ما يتسم به عصر ما بعد التکنولوجيا في مجال الاتصال - بالإضافة إلى إلغاء حدود المکان - هو اختزال الوقت والزمن، ذلک ما يتيح ثورة معلوماتية لانهائية. لقد أصبح عمق المستوى الثقافى في خبرة المتلقى لأعمال الفن التشکيلى لا يتوقف على تعزيز الخبرة بالمعرفة فقط، وإنما بالتفاعل المباشر من خلال عمليات التواصل المتبادل بين مجتمع الفن عن طريق وسائل الإعلام المعاصرة للقيام بدور فاعل فى إنتاج وانتشار الفن التشکيلى بمختلف الفعاليات الفنية؛ وکلما تنوعت حصيلة المتلقى المعرفية حول تاريخ الفن، وأنماطه وأساليبه وتقنياته المختلفة، تعمقت ثقافته وازدادت خبرته ومنحته القدرة على الانتقال إلى مسئوليات أرقى في مجال التذوق الفني، وبذلک يتمکن من تحويل المعرفة إلى شيء ملموس، حينما يقوم بتنفيذ العمليات التقنية والذهنية التي يمر بها الفنان أثناء تنفيذ وإبداع عمله الفني، مما يسهم فى تنمية التذوق الفنى والارتقاء بالوعى الجمالى للفرد والمجتمع.
     ويهدف البحث إلى الاستفادة من وسائل الإعلام المعاصرة کقاعدة معرفية هامة في الألفية الثالثة، في انتشار ونقل خبرات الفن التشکيلى المحلى والعالمى، وکذلک الاستفادة من الإمکانات التي تقدمها وسائل الإعلام من خلال هذا التواصل الفني اللانهائى في تطوير برامج التذوق الفنى من خلال عملية الاتصال المتبادل بين جمهور الفن بشکل عام - وبخاصة دارسى الفن التشکيلى - ومختلف الفعاليات الفنية التي تقام على الإنترنت، فإن هذه الدراسة بمثابة محاولة للاستفادة من هذه الظاهرة التي يمکن من خلالها تنمية الوعى الجمالى لدى أکبر عدد من الجماهير التي تستخدم شبکة الإنترنت. وتکمن أهمية البحث في المساهمة فى تنمية الثقافة البصرية وتحسين فرص التعلم للمتلقى، وإيجاد حلول ومداخل جديدة بما يمنحه القدرة على تذوق أعمال الفن التشکيلى بشکل أعمق؛ من خلال عمل تجربة عملية ترتبط بالمقرر الدراسى لطلاب الفرقة الخامسة بکلية التربية الفنية، تقوم على تحديد دور الوسائط الإعلامية وعلاقتها بنشر خبرات الفن التشکيلى في ضوء المتغيرات الثقافية المعاصرة من خلال استخدام مهارات الاتصال اللغوي والبصري والتکنولوجي لوسائل الإعلام، والتي يمکن من خلالها إتاحة الفرصة للطالب الحصول على أکبر قدر من المعلومات بما يوافق قدراته ومستوى الفاعلية، وإدراک أفضل لأدوات وتقنيات الفنانين في التعبير عن أفکارهم بوسائل مختلفة، وهذا التأثير له دوره الفعال فى تحفيز کثير من الطلاب، مما يتيح للطالب التعمق والتجريب والاکتشاف، بحيث يضمن التحسن المتزايد في اتساع مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية. فيصبح هناک تنمية ثقافية بصرية تسعى إلى رقى المجتمع، وتؤثر بدورها فى عملية التنمية البشرية في ميدان التعليم. بما يساعد على زيادة إدراک المتلقي للثقافة التشکيلية المصرية والعالمية .

الكلمات الرئيسية