القيم الجمالية للتسطيح في الفن الإسلامي کمدخل لإثراء التصميم المعاصر.

لقد عزز مفهوم التسطيح بمعناه الشامل رمزية الرسوم في الزمان والمکان، وأصبحت تعبر بشکل مجازي عن مواقف إجتماعية أو سياسية ذات قيم تشکيلية تعکس تعدد زوايا الرؤية للموضوع الفني. وإنتشر أسلوب الرسم المسمى بـ "عين الطائر" الذي يُعد أحد تقاليد المدارس الإسلامية الذي جاوز حدود زاوية النظر وطمح للتعبير عن حيز المکان. إن رسم الحقيقة الظنية للشيء ورثه الفنان المسلم عن الحضارات القديمة التي وُجدت على أرض بلاد ما بين النهرين. ومن خلال الدراسة للأساليب الفنية والتقنية للفنانين فقد تبين أن عملية محاکاة الأعمال الفنية الإسلامية إنما يتم من خلال محاکاة الأسلوب الفني والنقل المباشر من الطبيعة، دون الإعتماد على التقنيات الأسلوبية الأساسية للفن الإسلامي کما في تجربة "يحيى بن محمود الواسطى"، التي يبحث الفنان في إمکانية إستلهامها في التجارب الفنية التصميمية المعاصرة للتوصل إلى أسلوب فني إسلامي معاصر ينتقل بالفنان من أسلوب المحاکاة للعناصر الفنية والأسلوبية إلى إبداع أعمال فنية تصميمية تتسم بالمعاصرة.
وتتحدد مشکلة البحث في إمکانات إجراء دراسة تحليلية لمختارات من رسوم الواسطي وتوظيف سماتها الأسلوبية في أعمال فنية تصميمية معاصرة ؟، فيما يهدف البحث إلى تحليل مختارات من الأعمال الفنية للواسطي لإستخلاص السمات الأسلوبية الخاصة بها، وتوظيف السمات الأسلوبية المستخلصة من رسوم الواسطي في أعمال فنية تصميمية معاصرة.