القيم الجمالية في النحت المصري القديم كمصدر لابتكار تكوينات نحتية معاصرة

يتناول البحث قضية القيم الجمالية في النحت المصري القديم باعتبارها مصدراً لابتكار تكوينات نحتية برؤية معاصرة ، حيث لا يمكن حدوث الإبتكار بدون وجود مصدر يرتكز عليه ، لذلك فدراسة التراث تعد بمثابة ركيزة أساسية ومرجعية معرفية لا تقل أهمية عن دراسة عناصر الطبيعة في الواقع البيئي المحيط ، وكما أن للمعاصرة تأثيرها في الخبرة المباشرة بالتعايش والتجريب ، فالتراث أيضاً له تأثيره في صياغة الوجدان والخيال من خلال المخزون الفكري والثقافي والبصري ، وينطبق ذلك على جميع أشكال الابتكار في جميع المجالات العلمية والفنية ، وتناولت مشكلة البحث  التساؤل عن كيفية وضع منهجية للإفادة من قيم التراث النحتي المصري القديم وتوضيح أهم السمات والخصائص المميزة للتراث المصري القديم ، وأوضحت القيم التشكيلية والتعبيرية المتضمنة فيه ، بما يحفز على المزيد من البحث والتجريب للتأكيد على مدى الإفادة من دراسته ، من خلال السؤال التالي : ماهي الكيفية التي يمكن الاعتماد عليها كمنهجية ومرجعية لاستلهام القيم الجمالية والفنية في النحت المصري القديم ، عند الشروع في صياغة الأعمال النحتية برؤية فنية معاصرة ؟واستهدف البحث تبيان الكيفية التي يمكن من خلالها استلهام القيم الجمالية والفنية في النحت المصري القديم لصياغة تكوينات نحتية مبتكرة ومعبرة برؤية فنية معاصرة ، وتحددت أهمية البحث من خلال التأكيد على الاستمرار في دراسة واستلهام القيم الجمالية للتراث الفني في النحت المصري القديم وكيفية تضمينها في الأعمال النحتية المعاصرة لتدعيم الهوية القومية والحفاظ على تأصيل القيم الفنية للتراث القومي لدى النشئ. وافترض البحث أن التعرف علي السمات الشكلية والأساليب الفنية والقيم الجمالية للنحت المصري القديم يمكن أن تؤصل لمنهجية علمية لوضع أسس ومداخل لكيفية الاستلهام من ذلك التراث الفني بشكل خاص ومن خلال وضع حدود البحث :

يقتصر البحث على عرض لأهم السمات الشكلية والأساليب الفنية والقيم الجمالية في النحت المصري القديم .
تصميم تجربة ذاتية تعتمد على نتائج الدراسة النظرية للبحث .
اقتصار التجريب على المجسمات النحتية ثلاثية الأبعاد بخامة الفوم الصناعي.

 ومن خلال منهجية البحث التي اعتمدت على المنهج الوصفي لدراسة أهم السمات الشكلية والأساليب الفنية والقيم الجمالية في نماذج من النحت المصري القديم ، وأيضاً المنهج التجريبي من خلال إجراء تجربة تطبيقية للتأكيد على نتائج المقدمة النظرية للبحث ، والتي اقتصرت على تنفيذ أعمال مجسمة ثلاثية الأبعاد من خلال تقسيمها إلى ثلاث محاور لتحقيق الهدف منها ، ثم استخلاص أهم نتائجها ووضع تصور للتوصيات المترتبة على تلك النتائج .