صياغة الفنان المصري القديم للنباتات في فن التصوير (الدولة الحديثة).

البحث المقدم دراسة فنية تاريخية عن اشكال النباتات في الفن المصري القديم بالدولة الحديثة، وكيفية قيام الفنان المصري بتشكيل وصياغة تلك النباتات والزهور علي جدران المعابد والمقابر بشكل جمالي.
فالفن المصري القديم من اقدم الفنون تاريخيا علي مر العصور كما اتفق معظم العلماء، فقد كانت هناك علاقة قوية بين الفنان المصري القديم والطبيعة بنباتها وزهورها، لاهمية الزراعة في حياته فنمو النباتات وتنوعها اثر بشكل كبير علي الفنان ورؤيته التشكيلية، فظهرت النباتات والزهور في العديد من المشاهد تكمل المشهد وتثريه بالالوان الزاهية والجذابة منذ عصرما قبل الاسرات حتي الدولة الحديثة.
وكان عصر الدولة الحديثة عصر انفتاح وازدهار في مصر فنيا وزراعيا و اقتصاديا وعسكريا وعم البلاد الرخاء والاستقرار.وتميزت الفنون في تلك الفترة بوجود روح جديدة فاصبحت اشكال رسومات النباتات والزهور اكثر مثالية. واتسم فن تصوير النباتات في البداية ببساطة الاشكال والخطوط ثم تتطور وتنوع من الخطوط البسيطة الي الوحدات الفنية المختلفة مع التحوير في اشكال النباتات لتكون اطارات للبعض اللوحات او للتزيين الاسقف، وقد استطاع الفنان المصري القديم ان يجسد النباتات ويعيد تشكليها من جديد علي جدران المعابد والمقابر.
وتميزت رسومات المعابد والمقابر بمدينة طيبة بجمال الشكل ودقة الصناعة، فقد اقتبس الفنان المصري اشكال تيجان الاعمدة من النباتات مثل نبات البردي وزهرة اللوتس والنخيل، ففن التصوير فن البساطة والابتكار في نفس الوقت، يرجع ذلك لطبيعة مصر فنحن بين طبيعة متناقضة فهناك نهر النيل بسهوله الخضراء والنباتات والاشجار وهناك الصحراء القاحلة بلونها الاصفر الذهبي ونخيلها مما ادي الي تنوع صياغة الفنان للنباتات والاشجار في فن التصوير المصري القديم.