فنون الرسم بين الأصولية الثقافية والحداثة الأوروبية لفناني المهجر العرب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الجرافيک - کلية الفنون الجميلة - جامعة حلوان

المستخلص

بما أن الإبداع الأصيل لا يتأتى إلا من فنان يستشعر ذاته ويؤمن بفرديته المتميزة .. مُستمدًا مصداقيته من عمق استيعابه لمکوناته الثقافية .. ولما کانت الهوية العربية للفنان التشکيلي ذو الأصول العربية جزءًا لا يتجزأ من التراکم الحضاري بداخله بمکوناتها الجغرافية والتراثية الضاربة في عمقِ التاريخ .. تارکةً أثرًا لا يُنکر في أبداعاته المرسومة.
ونظرًا لما يعانيه المواطن العربي من ظروف سياسية وإقتصادية صعبة منذ منتصف القرن العشرين الميلادي، وصولاً إلى تعاظم الأمر في تلک الأيام لتتجسد تلک الظروف الصعبة حروبًا وصراعاتٍ داخلية في السنوات الأخيرة .. لذا فقد آثر عدد لا بأس به الهجرة في أغلبِ الأمر بحثًا عن مناخٍ أکثر حرية وطمأنينة. وبطبيعة الحال کان الفنانون والأدباء من شُعراءٍ وکُتاب وممن على شاکلتهم من المبدعين في طليعة المهاجرون منذ بدايات منتصف القرن العشرين الميلادي وحتى يومنا هذا ..!
ومما لا شک فيه أن تلک الإبداعات الفنية بمختلف ضروبها والتشکيلية منها خاصةً قد تصادمت في أول الأمر مع حداثة الغرب، لتدخل تلک الإبداعات في صراعٍ تارة وتآلف مع تلک البيئة والثقافة المُغاير تارةٍ أخرى .. لتتخذ في نهاية الأمر مُعادلاً موضوعيًا جديدًا، يتسم نسيجه بالجمع بين أصولية الثقافة (من حيث النشأة) والحداثة الأوربية (من حيث المُعايشة في بلاد المهجر) .. لنقف وفق تلک الرؤا المُستحدثة على أعتاب مقارنةٍ إبداعية لأعمالٍ رُسمت في بلاد المهجر ولأخرى أنجزها ذات الفنانون في أوطانهم الأم قبل هجرتهم .. مثل: الفنان العراقي المُقيم بــ "لندن": "ضياء العزاوي" والفنان السوري المُقيم بـ"باريس" "يوسف عبدلکي" .. وغيرهم .. لنبدأ بحثنا عن أثر ذلک الرافد الغربي في أبدعاتهم، ومن ثم کيف استطاعوا الاستفادة منه دون السقوط في مستنقع غربة الإبداع شکلاً وموضوعًا وذلک من خلال منهج بحثي مقارن .. يعتمد على تحليل الأعمال الفنية المرسومة قبل وبعد المهجر للوقف على ملامح الأصالة ومدى التطور الطارئ عليها سلبًا أو إيجابًا.

الكلمات الرئيسية