المحتوي التعبيري للمنتج الإبداعي المعبر عن الحروب فى التصوير المعاصر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية الفنية جامعة حلوان

المستخلص

لقد اتخذت الحروب شکلاً مغايراً في القرن الحادى والعشرين؛ حيث إنها أصبحت لا تعتمد على الأسلحة والجيوش أو النزاع بين دولتين، بل اعتمدت على الحروب العرقية والأهلية داخل الدولة الواحدة، وساد اعتقاد بأن إنسانية القرن الحادي والعشرين سوف تقود مجتمع العولمة بعد الحرب الباردة نحو سلام ورخاء جماعي، ورغم أن بدايات القرن الحادي والعشرين شهدت انخفاضاً کبيراً في معدلات القتلى في ساحات المعارک مقارنة بتلک الفترة من القرن السابق، إلا أنه شهد حتى الآن حروباً ونزاعات قتل فيها مئات الآلاف من الناس، کل هذا من شأنه أن يؤثر على إنتاج الفنان العربى؛ خاصة لما يدور حوله من دمار وتشتت وتعددية ثقافية ودينية؛ فهناک أعمال کثيرة تتضمن أحداثا سياسية، وتسجل أحداث العنف والإجرام التي ارتکبت فى حق الشعوب والإنسانية؛ مثل مذبحة کوريا لبابلو بيکاسو والجورنيکا، والتى تعتبر الأکثر شهرة فى الأعمال التى عبرت عن الحرب. فالحروب بأزماتها وآثارها تشکل أحد مصادر التعبير الفني؛ فالبرغم من أنها شيء مدمر قادر على إنهاء شعوب ودول وبناء أخرى، إلا أنها أحياناً ما يحدث بعدها تغيرات جذرية فى الثقافة والفن؛ فتظهر لنا مدارس جديدة فى مجالات الفن المختلفة، تنمى الفکر والإبداع، ففي ظل الأحداث الجارية على الساحة العربية من حروب وإرهاب، تتأتي أهمية دراسة موضوع الحروب فى کونه يرصد تلک الأحداث، کما يهدف إلى التوعية من آثار تلک الحروب التي تستهدف تدمير العقول؛ وتقسيم الشعوب العربية إلى فئات متضاربة؛ والسعى لحدوث حروب أهلية داخل الدولة الواحدة، وهدم المبادئ الدينية؛ والوحدة الوطنية، وتدمير حضارة الشعوب العربية في آسيا وشمال إفريقيا.