التوظيف الجمالي لزخارف عقدة سلتيك في طائر البلشون كمدخل لاستحداث تصميمات زخرفية معاصرة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية التربية النوعية - جامعة الفيوم

المستخلص

الطبيعة هي أحد أهم منابع الرؤية البصرية التي يستقي منها الفن؛ فهي دائماً وأبداً مصدر إبداع الفنانين، ويقصد بالطبيعة "كل ما خلقه الله ولم تمتد إليه يد الإنسان"؛ فالطبيعة تعد منبعاً خصباً لا ينضب، والفن والتصميم هما انعكاس للطبيعة من خلال رؤية الفنان الخاصة التي يترجمها ويعيد صياغتها بأسلوبه الخاص الذي يتفق مع رؤيته و فلسفته الفنية.
وتعد الطيور من أكثر عناصر الطبيعة ثراءً؛ نظراً لأنواعها الكثيرة التي تختلف في أشكالها وأحجامها وألوانها، مما جعلها تمتاز بتوافر العديد من القيم الجمالية والتعبيرية بها.
ومن هذه الطيور الثرية بمظهرها وتعبيراتها الحركية طائر"البلشون" الذي يطلق عليه بعض المسميات الأخري مثل "مالك الحزين" و"هيرون Heron"، ويعتقد البعض أنه أحد أنواع اللقلقيات، "ويعد أحد أشهر أنواع الطيور المهاجرة، ويعيش طائر البلشون في المياه التي لا تجري؛ مثل: البحيرات والمستنقعات، وهو طائر طويل العنق والجناحين والساقين، ويتميز بريشه الكثيف الطويل، وبامتلاكه منقاراً قوياً ومدبباً ومستقيم، وأرجل صفراء اللون طويلة الأصبع" .
ونظراً لحجم البلشون ومساحاته المتنوعة فمن الممكن تجريده بالتبسيط والتسطيح ومعالجته بزخارف عقدة سلتيك، التي يطلق عليها "تشبيك سلتيك "Celtic knot work"، وهي "شكل من أشكال الزخرفة المستخدمة لأكثر من ألف عام؛ حيث تُمْلأ التصميمات أو الفراغات أو الحدود بامتداد نمط مشتق من الضفر، وليس للتصميمات نهايات فضفاضة، وقد تحتوي على أكثر من حلقة مغلقة".
وتتعدد أشكال تشابيك عقدة سلتيك بين الأشرطة المضفرة الممتدة الرفيعة والعريضة وبين الأشكال المغلقة؛ كالدوائر والنجوم والمثلثات وغيرها من الأشكال المتداخلة؛ مما جعلها مادة خصبة وثرية لمعالجة المساحات متنوعة الأشكال في طائر البلشون بشكل جمالي؛ مما يجعله وحدة زخرفية متكاملة ومبتكرة يمكن توظيفها لاستحداث تصميمات زخرفية معاصرة.

الكلمات الرئيسية